بعثتُ بالحلقة الماضية إلى الجريدة على خجل واستحياء لأنها ليست من الذكريات بل صفحة من التاريخ، فبدا لي بعد نشرها أنها لقيَت بحمد الله من قَبول القُرّاء أكثر ممّا كانت تلقى الذكريات؛ ذلك لأنها تنشر تاريخاً مطويّاً تذكّر به من نسيه من الناس، وأكثر المسلمين قد نسوا تاريخهم أو هم لم يعرفوه. أرسل إليّ كثير وهتف بي كثير، يطلبون أن أسرد عليهم كل الذي أعرف من تاريخ المسلمين في تلك البلاد، ليكون المسلمون على بينة من تاريخ إخوانهم، وليستعين بما أكتب مدرّسو التاريخ والمتكلّمون في حاضر العالَم الإسلامي.
* * *
وجدت كلاماً عن الإسلام في أندونيسيا سابقاً لِما جاء في رحلة ابن بطوطة، هو ما ذكره الرحّالة الإيطالي ماركو بولو الذي زار شمالي سومطرة سنة ١٢٩٢م، إذ قال إن سكان هذه المملكة مسلمون.