للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٨٢ -

رحلة الحجاز (٩)

ساعة الوداع

لقد جاءت ساعة الوداع، وما أصعب الوداع.

إن آلام البشر كلها كتاب عنوانه «الوداع»؛ فالمرض وداع الصحّة، والفقر وداع الغِنى، والسجن وداع الحرّية، والموت وداع الحياة.

أين فرحتنا لحظة رأينا الكعبة قادمين من لوعتنا حين نودّعها قافلين؟

إنّ حُزناً في ساعةِ الموتِ أضعا ... فُ سرورٍ في ساعةِ الميلادِ (١)

توجّهنا إلى الأمام، إلى جدّة، وقلوبنا تتلفّت إلى الوراء، إلى الحرم، إلى الحَطيم، إلى الكعبة والمُلتزَم. لقد فهمت الآن معنى قول الشريف:

وتلفّتَتْ عيني فمُذْ خَفِيَتْ ... عنّي الطُّلولُ تلفّتَ القلبُ


(١) البيت للمعرّي من قصيدته المعروفة: «غيرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعتقادي»، وإن كانت داليّته الأخرى: «أَحْسَنُ بالواجِدِ مِن وَجْدِه» أحلى منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>