للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٢١٩ -

[حجة ١٣٨١: خواطر وأفكار]

الدنيا دار ابتلاء واختبار، ليست دار إقامة واستقرار (والابتلاء والاختبار والمحنة والفتنة والامتحان كلها بمعنى واحد أو بمعانٍ متقاربة)، كذلك برَأها الله: كل مسرة فيها مَشوبة بألم، وكل صفاء مخلوط بكدر. وإن سألتموني ما هي متاعب الكتابة والنشر (وأنا مبتلى بهما من ستين سنة، أو هما المبتلَيان بي) لقلت لكم إنها «التطبيعات» كما كان يدعوها صديقنا وأستاذنا محمد إسعاف النشاشيبي رحمه الله، أو الأخطاء المطبعية كما يسمّيها الناس. ولو كانت كلها من أمثال «المطبعة السفلية» في موضع «المطبعة السلفية» لهان الخطب، لأن كل قارئ يتنبه لها من غير أن ينبّه إليها، ولكن فيها ما يحرَّف أو يصحَّف؛ والتحريف تبديل الحروف والتصحيف تغيير الحركات، حتى تجيء كلمة جديدة لا يدري حتى كاتبها الذي هو أنا ماذا كان أصلها. أمثّل بواحدة من كثيرات جاءت في مقالي الأخير، هي جملة "وأنا حين أهمّ بالكتابة عن بلد لا أصف طبيعة أرضه ولا تعمير مساحته ووصف ناقلاته". ما تعمير مساحته وما وصف ناقلاته؟ أنا والله لا أدري (١)!


(١) كل ذلك صححته في مواضعه من الحلقة الماضية بما وجدته صواباً (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>