مرت بمكتب عنبر قبلنا أفواج وأفواج، لكن لم يلقَ واحد منها ما لقيناه من عقبات عند دخولنا إليه وخروجنا منه.
كان مَنْ قبلنا يدخلون إليه من الباب المفتوح، فما هي إلاّ أن يُبْرِزوا الشهادة حتى يُدعَوا إلى الدخول، فوضعوا أمامنا نحن سداً لم نستطع أن نتخطاه بشهاداتنا وحدها بل بمسابقة أجروها بيننا، فلم يدخله إلاّ السابقون منا.
وكان مَن قبلنا يمتحن في المدرسة بما تعلّم فيها، فيُمنح إجازتها ويخرج منها، فلما عُدت إلى المدرسة بعد ابتعادي عنها واشتغالي بالمحاسبة وبالتجارة، كان ذلك في سنة ١٩٢٧ وكانت عودتي إلى شعبة الأدب، ووفّق الله وكنت الأول بين رفاقي. في آخر تلك السنة حين لم يبقَ منها إلاّ شهران فوجئنا بإحداث نظام البكالوريا وبقرار الفرنسيين أن تُطبَّق علينا المناهج التي تطبق على طلاب فرنسا، وأن تُقرّر لنا الكتب التي كانت مقرّرة لهم ..