للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٩٣ -

[ليلة على سفح قاسيون]

هذه الحلقة ليس فيها خبر يؤثَر ولا حادثة تُذكَر، ولكن فيها صورة قد تمتع وتسرّ، وجدتها مكتوبة عندي ولم أُدخِلها في كتاب من كتبي.

الذي ينظر إلى جبل قاسيون وهو يتمدّد شمالي دمشق يراه بدأ من الشرق من عند مستشفى ابن النفيس ثم صعد علوّاً إلى حيّ الأكراد (حيّ ركن الدين)، ثم الصالحية التي كان أول من وضع أساسها وأقام البناء فيها ابن قدامة والد صاحب «المغني»، ثم حيّ المهاجرين الذي أقامه الوالي ناظم باشا ومدّ فيه خطّ الترام لمّا جاءنا بالكهرباء فضوّأ بها دمشق، من تاريخ مولدي، رحمه الله.

إذا صعدت المهاجرين اليوم رأيت الشوارع المتقاطعة والمتوازية والعمارات الكبيرة المتجاورة والمتقابلة تغطّي وجهَ الجبل من شرقيه إلى غربيه. ولكن هذا المشهد لم يكن في الحقبة التي أتكلّم عنها، أي فيما تسمّونه الثلاثينيات (١)؛ لم يكن تحت


(١) بالتاريخ الميلادي. والأَولى أن نقول عشر الثلاثين، ولكني رأيتهم يقول «الثلاثينات» فقلت: إن لم يكن بُدّ فلتكن الثلاثينيات والأربعينيات على النسبة إلى الثلاثين والأربعين، ومشت في الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>