للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٤٣ -

[جريدة «الأيام»]

أليس عجيباً أن يكون الخيال أقوى أحياناً من الحسّ، وأن تمحو الصورة المرسومة على الذاكرة الصورة الماثلة في الواقع؟ هذا ما كان يُخيّل إليّ وأنا واقف أمام «أمانة العاصمة» في دمشق: كانت تغيب هذه العمارة الفخمة عن نظري ويقوم في موضعها بناء من طبقتين لدار شامية، لها الصحن الفسيح و «الإيوان» العالي و «القاعات» الكبار المزخرَفة الجدران المزدانة الأركان، حتى لأحسّ من فرط تصوّرها أني أدخلها كما كنت أدخلها يوماً، فأرى أمامي أشجار الصحن المثمرة وأغراسه المُزهرة، وقاعة فيها مطابع تدور وعُمّال يشتغلون لا يسكنون ولا يهدؤون، وأصعد درجاً إلى اليسار إلى ممرّ طويل، له نوافذ على الصحن وأبواب إلى غرف وأبهاء تطل على الشارع. إني أرجع إلى الوراء إحدى وخمسين سنة فأجد نفسي في دار جريدة «الأيام» التي بدأت الحديث عنها.

أول غرفة في الممر غرفة رئيس التحرير، بعدها غرفتنا، والغرفة الكبرى هي التي يجتمع فيها أعضاء الكتلة الوطنية،

<<  <  ج: ص:  >  >>