الطريق طويل، وأنا أمشي كالسلحفاة. لقد رضيتم مني أن أكون كالسائح؛ يقف ليرى فيصف ثم يعاود المسير، فرأيتُني الآن أقف ولا أسير، فدعوني أسرع وأدع التفصيل في الكلام عن عهدٍ أكثرُ القرّاء لم يدركوه، وعن رجال لم يسمعوا بهم ولا يعرفونهم.
وسأكتب إن شاء الله عن الشيخ الكافي وغيره في فصول آتيات أو في طبعة مقبلة من كتابي «رجال من التاريخ»(١). أمّا الشيخ صالح التونسي الذي كان يدرّسنا في المدرسة الجقمقية فلا بدّ لي من وقفة قصيرة معه.
لقد عرفته من حلقته في «الأموي» قبل أن أقعد تلميذاً بين يديه في المدرسة. كانت حلقات الدروس في الأموي كثيرة في علوم مختلفة، منها ما هو لطلبة العلم ومنها ما هو مواعظ
(١) وقد فعل جدي ذلك. نشر مقالة عن الشيخ الكافي ثم ضمها إلى كتاب «رجال من التاريخ» في طبعته الجديدة التي أصدرتها دار المنارة عام ١٩٨٥ (مجاهد).