وفي سنة ١٩٣١ أيضاً كانت «قصة العقال». وما أكثر المحاولات التي كانت مني في تلك السنة! إني حين أتذكّرها وأرى ما صرت إليه الآن أعجب من ذلك النشاط ومن هذا الكسل؛ كنت كالفَرَس الذي لا يهدأ، إن لم يَعْدُ به صاحبه إلى غايته عدا إلى غير ما غاية، لا يستطيع أن يستقرّ لأن الحياة التي تتفجّر من كل خلية في جسده تمنعه من الهدوء، فصرت كالحصان العجوز الذي لا ينهض إلا إن مسّته الحياة بعصاها أو جرّته بحبالها، وإن قام قام متثاقلاً. هذه هي الدنيا وهذي سُنّة الله في أهلها، كل جديد يبلى وكل قوي يضعف، ثم إن كل حيّ يموت. على أني لا أزال أقوى جسداً وأتم صحّة وأصحّ فكراً من كل من أعرف من أقراني ممّن هم في مثل سني، فاللهمّ لك الحمد، اللهم أدِم نعمك علينا.
وبعد، فما هي قصة العقال؟
إننا نشأنا على لبس الطرابيش لا يجوز لنا أن نضعها عن رؤوسنا، وإن دخل الواحد منا على أستاذ الصف (أي الفصل) أو