فارقتكم في آخر الحلقة الماضية على أن نبدأ رحلة المشرق، «قَد أَزِف الرّحيلُ وشُدّت الأهْداجُ»، كما قال الشاعر القديم، يوم كانوا يسافرون على الإبل، ينصبون عليها الهوادج للنساء مبالغة منهم في إعزازهن وإكرامهن، حتى كأنهن لا يخرجن من بيوتهن ليسافرن بل تسافر بهن البيوت وهن فيها.
ولكن خبّروني: ماذا تصنعون إذا عرضَت لكم ساعةَ السفر حاجةٌ ترغبون قضاءها قبل الرحيل؟ لذلك أستأذنكم أن أجيب على رسالة وصلت إليّ معها قصاصة من جريدة، فيها كلمة يُثني كاتبها على رقص السماح وعلى أنه مثال الاحتشام والكمال، ويسألني ما رأيي فيه.
لي مع رقص السماح هذا قصّة هزّت دمشق هزاً وشغلَت صحفها، وكان لوزارة العدل نصيب فيها وللمجلس النيابي، واستُجوِبَت الحكومة بشأنها. أفأسافر قبل أن أنبّئكم نبأها؟
في القصص يقدمون للقُرّاء أبطالها ويعرّفونهم بهم قبل الدخول فيها. وأبطال هذه القصّة مدرسة «دَوْحة الأدب» في