للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٦٨ -

سويسرا ليست في أورُبّا (١)

لقد علّمونا في المدرسة أن سويسرا في أوربا، سويسرا التي يرونها مثال الجمال، سويسرا ذات الأودية والخمائل والظلال والبحيرات والغابات، فلما رحلت رحلة الشرق من ثلاثين سنة (سنة ١٩٥٤) وجدتها قد انتقلت إلى الجنوب الشرقي من آسيا، إلى أندونيسيا، إلى جاوة التي برأها الله يوم خلق السموات والأرض لتكون أجمل بلاد الله وأغناها: ربيع دائم، وخصب عميم، وخضرة لا بداية لها ولا نهاية، وجوّ مقبول، لا حرّ في الساحل ولا قرّ، ولا رطوبة ولا يبس، وعلى الجبال مصايف مالها في الدنيا نظير، وأرض من أغنى الأرض غِنى وأكرمها عطاء، فيها ألوان الذهب: فيها الذهب الأصفر، وفيها الألماس (وهو الذهب الأبيض)، وفيها النفط (وهو الذهب الأسود)، وفيها ما هو أثمن من الذهب وهو المطاط والكينا والسكّر والشاي، وفيها الأذهان المتوقدة والأيدي الصَّناع، وأهلُها أجرأ الناس على ركوب البحار وعلى اقتحام الأهوال، أثبتوا في معركة الاستقلال


(١) هذه الحلقة منقولة بتصرف يسير عن فصول: «بوغور» و «يوم في الجنة» و «في جوكجا»، وهي كلها في كتاب «في أندونيسيا» (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>