تعاقب على دوما قبلي قُضاة أعلام، منهم علماء كالشيخ سليمان الجوخدار وكان قاضياً فيها سنة ١٣٠٠ هجرية، والشيخ الفقيه الفرضيّ الشيخ حسن الشطي، ومنهم الشيخ عبد الفتاح الأسطواني والشيخ أنيس الملوحي. وممّن سمعت عنه ولم ألقَه من قُضاة دوما الشيخ زاهد أفندي الألشي، وهو والد جميل بك الألشي الذي كان وزيراً مِراراً، وأحسب أنه كان يوماً رئيس الوزراء، وكان من الممالئين للمستعمرين الفرنسيين، يسير معهم حيثما سيّروه وينفّذ لهم ما أرادوه (١).
وكان زاهد أفندي الألشي -كما سمعنا من أستاذنا محمد كرد علي- صاحب نكتة وكان من ظرفاء الشام، وكان يسكن في أول القيمرية عند أدنى النّوفرة، لا يبعد عن الجامع الأموي أكثر من مئة متر، وكان لداره طاقة يُطِلّ منها على الباب، فقُرع الباب مرّة فمدّ رأسه ليرى فوجد المفتي ونقيب الأشراف وجماعة من
(١) ويتّهمه ساطع الحصري في كتابه عن يوم ميسلون صراحة، فارجعوا إلى هذا الكتاب.