نبّهني بعض أهلي من أيام إلى ندوة تُعرض في الرائي يتكلم فيها الشيخ الدكتور صبحي الصالح. وأنا في العادة لا أميل إلى هذه الندوات لأن عريفها يضايقني غالباً حين يُقيم من نفسه شيخ كُتّاب، ويجعل من المنتدين (أي أعضاء الندوة) تلاميذَ له، ولعلّ فيهم مَن هو أعلم منه، فيقول: اسكت أنت، وربما قطع على المتحدث كلامه ليقول شيئاً يخطر على باله لعلّه لا يفيد السامع علماً ولا يَزيد عمّا يقوله المتحدث شيئاً، ولكنه يريد أن يقول: أنا هنا!
بيد أن حضور الشيخ صبحي رحمه الله الندوةَ رغّبني في سماعها، لأني كنت أحبه في الله. ولمّا كنت أشرف على تحرير مجلة الرسالة سنة ١٩٤٧ لمرض الأستاذ الزيات رحمة الله عليه (أو تمارُضه) زارني يوماً الشيخ صبحي. وكان طالباً يَدرس في مصر، وجاءني بمقالة له يريد نشرها، فلمست فيها وفيه فضلاً ونبلاً، فنشرتها له وشجّعته ثم كنت أتابع ما يكتب وما ينشر.
وما جئت الآن لأثني عليه هنا وإن كان يستحقّ الثناء،