تركتموني في آخر الحلقة ٤٥ وقد عطلت «السّلطة» الصحيفةَ التي كنت أعمل فيها وأستمدّ قُوتي وقوتَ عيالي منها، فَسُدّت أمامي المسالك وأُغلقت الأبواب، إلا باب الوظيفة الذي كنت أمرّ به من قبل فأُعرِض عنه ويُفتَح لي فآبى دخوله. ولكن:
إذا لم يكن إلاّ الأسنّةُ مركَباً ... فما حيلةُ المضطرّ إلاّ ركوبُها
فذهبت إلى وزارة المعارف فتسلمت هذا الكتاب:
"دولة سورية، وزارة المعارف، الديوان رقم ٥٥/ ٢٣٤٤.
لحضرة السيد علي الطنطاوي المحترَم، دمشق.
رأينا تعيينكم معلّماً ملازماً في مدرسة سَلَمية، فنرغب إليكم أن تباشروا وظيفتكم هذه. والسلام عليكم.
دمشق في ١٠ نيسان ١٩٣٢.
وزير المعارف محمد كرد علي".
ثلاثة أسطر، ولكنها بدّلَت مسار حياتي؛ وضعتني في طريق جديد أوله واضح بيّن ولكن نهايته غامضة خفيّة، لأنها المستقبَل