لمّا جئت المملكة سنة ١٣٨٣هـ وعلّمت في الرياض لم تكن فيها إذاعة، لكنْ كان فيها بناء كبير أُعِدّ لها، ولم يكن فيه إلاّ موظف واحد هو الأستاذ موسى المجدّدي، أحد أبناء الشيخ الجليل الشيخ صادق المجدّدي، نسبة إلى الشيخ السَّرْهَندي الذي كان يُلقّب بمجدد الألف الثاني.
وكانت بيني وبينه رحمه الله مودّة. عرفته في مصر يوم كان الوزيرَ المفوض للأفغان أيام الملكية، وكان عميد السلك الدبلوماسي فيها. ولي معه جلسات طويلة، حدّثني في بعضها عن الملك «أمان الله» وثورة العلماء عليه لمّا أراد الخروج عن أحكام الإسلام حديثاً مفصّلاً تمنيت لو أنني دوّنته في حينه. وكان مما سألته عنه ما أُذيعَ من أن الشيخ جمال الدين الأفغاني كان إيرانياً ولم يكن أفغانياً كما كتب أخونا رحمه الله الأستاذ محمد حسين، فأكّد لي الشيخ صادق بأنه أفغاني أصيل. والشيخ صادق من العلماء المنجبين أبناؤه كثيرون، منهم الشيخ هاشم ومنهم الشيخ صبغة الله، أحد قادة الجهاد الإسلامي الرائع في بلاد الأفغان الآن.