للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٨٨ -

المدرسة الأمينية

بقي الباب وذهب المحراب

قدْ يهونُ العمرُ إلاّ ساعةً ... وتهونُ الأرضُ إلاّ موضِعا

هذا ما قاله شوقي على لسان المجنون في جبل التَّوْباذ. هل عرفتم جبل التوباذ؟ وماذا يضرّكم ألاّ تعرفوه إن قرأتم هذه الأبيات فهبّت عليكم نسمة من صَباها أو نفحة من ريّاها؟ (١) إن لكل منكم «تَوْباذاً» هو موطن حبّه ومهوى قلبه، وقد يكون توباذه جبلاً، أو بحيرة كبحيرة لامارتين، أو أرضاً بكراً كأرض بول وفيرجيني، أو بيتاً أو مدرسة ... ما المطلوب المكان بل المَكين،


(١) قال ياقوت: تَوْباذ جبل بنجد. وأنشد لبعضهم:
وأجْهَشْتُ للتَّوْباذِ حين رأيتُه ... وسبّحَ للرحمنِ حينَ رآني
وقلتُ له: أين الذينَ عهدتَهم ... بربّك في خَفضٍ وعَيْشِ لَيانِ؟
فقال: مَضَوا واستودعوني بلادَهم ... ومَنْذا الذي يَغترُّ بالحَدَثانِ؟
وقال العلامة ابن بليهد في كتابه «صحيح الأخبار عمّا في بلاد العرب من الآثار»: "توباذ جبل من جبال نجد ولكني لا أعلم موقعه". قلت: فإنْ هو -المؤرخ والأديب النجدي- لم يعلم، فمَن سيعلم؟ (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>