السورية إنما انبثقت من رحلة الشيخ مع تلميذَيه الشيخ علي الدقر والشيخ هاشم الخطيب صاحبَي النهضة المعروفة.
لقد كتبت عن الشيخ بدر الدين مقالات كثيرة، منها هذه المقالة التي نشرتُ هنا صدرَها في أول هذه الحلقة (١)، وقد نُشرَت في مجلّة «الرسالة» في العدد الذي صدر يوم الإثنين السابع من ربيع الثاني سنة ١٣٥٤، والتي أشار إليها الأستاذ خير الدين الزركلي في «الأعلام» وجعلها من مصادر ترجمة الشيخ. كتبت عنه كثيراً ولا أريد أن أعود إلى الكلام عنه، ولكن أحب أن أبيّن أن العرب من قديم كانوا يؤرّخون بالحوادث الجسام، ولا يزالون إلى الآن على هذا، ومن جسيم الحوادث وفاة الشيخ بدر الدين لأنه كان مرجع العلماء وكان يجمعهم، وكان إليه منتهى الرأي، فإن قال فكلمته هي كلمة الفصل، فلما مات لم نجد بعده مثله.
كان الشاميون حين يرونه في دار الحديث يحسّون أنهم يملكون به جيشاً من الجيوش، فليس عجيباً أن هذا الشيخ ابن التسعين قد:
سدَّ الطريقَ على الزما ... نِ وقامَ في وجهِ الخطوبْ
رحمه الله ورحم كل عالِم عامل.
* * *
(١) وهي غير المقالة المنشورة في كتاب «رجال من التاريخ» (مجاهد).