قلت لكم إن مَن تدعونهم أهل الحضارة من سكان أوربا وأميركا توهّموا أن الحرية المطلقة هي التقدم وهي الرقيّ وأن الخير فيها والسعادة من ثمراتها، فأطلقوا أبناءهم وبناتهم من كل قيد ورفعوا من بينهما كل حجاب وأباحوا لهما كل ممنوع، فهما يعملان ما يشاءان، وصارت البنات متكشفات، وصار مُعلَناً حتى في الحدائق والساحات ما كان يجري في المخدع بين الأزواج والزوجات. ثم صُوّر ذلك في المجلاّت، بل لقد أثبتوه في شرائط ما يدعونه الفيديو بالأصوات والحركات، ثم عرضوا ذلك للبيع يصل إليه مَن ملك ثمنه! وألِف ذلك الكبار وأحبّه ونشأ عليه الصغار، وجعلوا مما يُدرس في المدارس وصف تلك الأعضاء.
ولمّا كنت في المؤتمر السنوي الذي يعقده المركز الإسلامي في آخن، وكان معقوداً في تلك السنة في دوسلدورف، جاءني أخ مسلم من الإخوان الطيّبين ومعه بنت له قد راهقت سن البلوغ، يسألني أن أوضح لها أمراً لا يمكن ذكره هنا يتصل بالأعضاء التناسلية للرجل، ففتحت عيني دهشة وحسبته مجنوناً أو مازحاً