والساق! ثم قلّدنا اليهود فجعلنا للبنات درساً سمّيناه «درس الفُتُوّة» لتدريبهن -كما زعموا- على الجندية، كأن الشباب لا يملؤون المقاهي والملاهي ولا يتسكعون في الطرقات، وكأنه لم يبقَ للدفاع عن البلاد إلاّ البنات! ثم عمدنا إلى تعميم السفور والحسور حتى جعلنا للبنات مسابقات في السباحة أمام الرجال باسم الرياضة. ولم يبق إلاّ أن نجعل للبنات كلية عسكرية!
فباسم الرياضة تارة وباسم الفن تارة وباسم الدفاع المدني تارة، وأسماء أخرى ما أنزل الله بها من سلطان استبحنا ما حرّم الله. وعمّمنا الاختلاط في المدارس والجامعات، بدأنا بذلك من رياض الأطفال وقلنا: صغار ما لهم عورة ولا يعرفون المعاني الجنسية. ونسينا أن الصغير يكبر وأن ما غُرس في ذاكرته يبقى فيها. نقلد في ذلك غير المسلمين.
ولقد قرأت في جرائد اليوم، الجمعة العاشر من رمضان، أن الإنكليز وغيرهم من الأمم التي ندعوها أمم الحضارة بدأت تعدل عن سنّة إبليس في خلط البنين في المدارس بالبنات وتعود على الفطرة التي فطر الله البشر عليها، فتجعل للذكور مدارس ما فيها إناث ومدارس للإناث ما فيها ذكور. وقد سبقَت إلى ذلك روسيا أم الشيوعية وبنت الصهيونية، ونحن لا نزال سائرين في غيّنا. بل لقد بلغ منا التقليد أن أقمنا مدرّسين شُبّاناً يدرّسون البنات البالغات ومدرّسات شابات للطلاب البالغين، ممّا حمى الله هذه المملكة منه ومن أمثاله، وأسأله أن يُديم حمايتها منه وإبعادها عنه.