لست أستطيع أن أحصي الخطب التي ألقيتها، بل لقد نسيت أكثرها فلا أذكر موضوعاتها ولا زمانها ولا مكانها ولا أذكر ما قلت فيها، ولكن هذه الخطبة بقيَت لأني كتبتها وقرأتها مكتوبة من الورق، لم أرتجلها ارتجالاً كما أصنع دائماً. ثم إنها قريبة العهد ما مرّ عليها ربع قرن، وإنها كانت عميقة الأثر ظاهرة النتائج، وإنها لم تُنشَر من قبلُ في صحيفة ولا مجلّة ولا كتاب، لذلك أستأذنكم أن أتمها في هذه الحلقة، أمشي من حيث وقفت في التي قبلها، فمن اهتمّ بها فليضمّها إليها.
* * *
هل يجرؤ عاقل واحد في الدنيا أن يقول بأن الشابّ لا يفكّر وهو ينظر إلى البنت ترقص أمامه تفكيراً جنسياً، وأنها هي لا تفكّر فيه تفكيراً جنسياً، وأنه لا يتخيلها في أحلامه بعد الحفلة، وأنه لا يسعى إلى الاتصال بها ولا تحنّ هي إلى الاتصال به؟
والمعلّم، المعلّم الشابّ الأجنبي الذي يعلّمها تحريك