كان عليّ أن أُكمِل ما شرعت فيه من قصة قدومي للمملكة وبقائي فيها، ولكن عرض لي ما استوقفني، فقفوا قليلاً معي. إنها الكلمة التي قرأتها أمس للأستاذ محمد معروف الشيباني يقول فيها: ما أظن أيام الحَجّاج بن يوسف التي عاث فيها ضرباً وتنكيلاً وقتلاً للمسلمين وعلمائهم بأشدّ وطأة من هذه الأيام التي يتعرّض فيها مسلمون عُزْل فيهم نساء وأطفال للموت جوعاً، لأن حَجّاج هذا الزمان وشرذمته قرّروا حصارهم ومنع الماء والغذاء والدواء عنهم. وإذا كان الحصار الآن قد تعدّى المئة يوم حتى أكل سكّان المخيَّمات لحوم القطط والكلاب والفئران، وسقطت نساؤهم برصاص القنص وهنّ يحاولن الاقتراب من ترعة ماء قذر ليروين ظمأهن بعد أن نضب الماء، بينما المحاصرون يسكبونه زلالاً في كؤوس الخمر التي تُدير رؤوسَهم نشوة واحتفاء بهذا النصر المؤزّر ...
(إلى أن قال): نودّ أن نسمع من علماء المسلمين الأفاضل تقييمهم لِما حدث ويحدث ... إلى آخر الكلمة.