للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٩٠ -

كيف وُضع مشروع

قانون الأحوال الشخصية؟

كان في قديم الزمان في بلد من البلدان شعب برع في صناعة الأدوية والعقاقير التي تداوي كل مرض يُصيب الجسد أو يعتري النفس، وكان عندهم العناصر (أي الموادّ الأولى) التي يتركب منها الدواء، وعندهم كتاب قديم عظيم يُرشِدهم إلى طريق ترتيبها، فلم يبقَ لدى ذلك الشعب داء إلاّ له دواء. وكانوا يجمعون ما يصنعون من هذه الأدوية في صيدليات مبثوثة في كل مكان، يجدها كل من احتاج إليها، ثم صارت الصيدليات شركات ومؤسسات قوية بمالها وبكثرة أعضائها، فاستولت على السوق وصرفت الناس عن الصيدليات الصِّغار. ثم ظهر الدُّخلاء على صناعة الدواء، وكَثُرَ فيها الأدعياء ممّن حاولها من غير أن يقرأ كتابها أو قرأه ولكن لم يفهمه لأنه لم يفهم اللسان الذي كُتب به، فمَنعوا (ولست أدري مَن الذي منع) الناسَ من صنع دواء جديد واقتصروا على ما صُنع من قبل، ثم بالغوا فحصروا تجارة الأدوية بهذه الشركات والمؤسسات ومنعوا ارتياد الصيدليات التي يملكها آحاد، ثم بالغوا في التضييق على الناس وحصروا التجارة في

<<  <  ج: ص:  >  >>