أنا أقرأ كلّ مجلّة وكل كتاب يصل إليّ أو أطالعه وأمرّ عليه بنظرة شاملة، إن لم تُحِطْ بتفاصيله فإنها تُلِمّ بمُجمَله، ولكني لا أجد فضل هِمّة أمشي بها إلى حيث تُشترى المجلّة أو الكتاب.
وقد حمل إليّ وأنا أُعِدّ هذه الحلقة جارُنا السيد نادر البارودي مجلّة «الوطن العربي»(وأنا قلّما أراها لأنها لا تقع تحت يدي) فوجدت فيها مقالة طويلة كطول ليل المريض الموجع، سوداء مظلمة مثل ظلمته وسواده. وفي فحمة الليل تتشابه المسالك على السالك فيضلّ الطريق، كما ضلّ كاتب هذه المقالة، فجاء فيها بالمتناقضات وهدم في بعضها ما بنى في بعض.
وإذا كان المكتوب يُعرَف من عنوانه فإن عنوان هذه المقالة هو «السلفيون خطفوا من الحركات السياسية شباب هذا الجيل». وبدأ الكاتب مقالته بكلمة للدكتور زكي نجيب محمود يقول إنه أوردها بكبرياء العالِم وترفّع المثقّف. ووجدته بعد ذلك يتكلّم عمّا سَمّاه الالتزام الأيدولوجي فيقول (وهذا كلامه): "لأن الالتزام الأيدولوجي جزء لا يتجزّأ من شرف العمل الحزبي ومصداقية