للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٣٥ -

احتراف الصّحافة

هذه صفحة جديدة من كتاب الذكريات، لا أنقل لكم كل ما فيها بل أنقل عناوينها ورؤوس فقراتها، أي أنني أُجمِل ولا أفصّل. هي صفحة احترافي الصحافة.

أما من حيث قرب هذه المهنة من نفسي فهي أحبّ إليّ من كل مهنة مارستها، ولو خُيّرت الآن لاخترتها دون ما سواها، بشرط أن أكون أنا وحدي المشرف على المجلة، وأن أكون حراً لا رأي فوق رأيي، ولا مُكرِه لي على نشر ما لا أريده أو طيّ ما أريده، وأن يكون معي من آتاه الله من المعرفة والإدراك ما يعينني به على عملي فيها، وأن يكون موافقاً لي لا مخالفاً؛ لا أريد أن يرى الخطأ مني ويسكت عنه مجاملة لي، بل أن ينبّه إليه بالأسلوب المناسب في الوقت المناسب، ثم إذا عزمت على الأخذ به أو إهماله لم يعترضني، لأن التبعة عليّ فمن حقي إذن أن يكون الحكم إليّ، وأن يمنّ الله عليّ بالمصحّح الحاذق؛ فإن مصيبة المطبوعات بمصحّحي المطبعة، ولو أن الخطأ كان تصحيفاً أو تحريفاً لهان الأمر، ولكن البلية حين يبدّل بكلمة في

<<  <  ج: ص:  >  >>