الأصل لم يفهمها كلمةً من عنده أو يزيد على النص كلمة ليست فيه أو ينقص منه كلمة هي فيه.
ولو قعدت أحصي ما قاسيت من المصحّحين لجاء معي كتاب صغير أو رسالة كبيرة. لذلك أرجو من يريد يوماً أن يجمع مقالاتي أن يعرضها عليّ إن كنت حياً، أو ينظر في الأعداد التالية للعدد الذي نشرت فيه المقالة فلعلّ فيها تصحيحاً لغلط. وإني أرجو من أصحاب المجلاّت أن يجعلوا فيها مصحّحين أدباء، بشرط أن يتقيدوا بالأصل الذي كتبه صاحب المقالة، لا أن يحسبوها وظيفة إنشاء لطالب فيمرّوا عليها بالقلم الأحمر يعدّلون ويبدّلون، وأن يجعلوا لهم على التصحيح أجراً يقارب أجر رئيس التحرير، ثم يحاسبوهم على كل غلطة تفلت منهم بحسم اثنين في المئة من هذا الأجر.
* * *
قلت لكم إن أول اتصالي بالصحافة كان سنة ١٩٢٦ (١٣٤٤) لمّا نشرت مقالة في المقتبس، ثم ذهبت إلى مصر بدعوة من خالي محبّ الدين الخطيب، وكان نزولي عليه، فشاركت في تحرير مجلّتيه «الفتح» و «الزهراء».
أما «الفتح»(واسمحوا لي أن أعود إلى الحديث عنها) فهي أول جريدة إسلامية، بل لقد كانت الجريدة الإسلامية الوحيدة؛ لم يكن صدر -فيما أعلم- غيرها، وكانت أسبوعية، ولكنها عالية الصوت مسموعة الكلمة، معروفة في الأوساط الإسلامية في بلاد الإسلام جميعاً، لها من التأثير فيها أكثر ممّا لجرائد ذلك