للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٤٩ -

[دفاع عن الفضيلة (٢)]

هذا العنوان لم أضعه اليوم ولا اليوم كتبت هذه المقالة. إنها كُتبت ونُشرت في «الرسالة» يوم ٦ شوال ١٣٦٥هـ، أي من أربعين سنة. ولو كتبتها اليوم لرأيتها مقصّرة لا تصف إلاّ الأقلّ ممّا وصلنا إليه، أي ممّا رأيناه بعدها، أيام الوحدة مع مصر وما بعد أيام الوحدة. وإنْ مدّ الله في الأجل واتسع صدر الأخوَين الناشرَين وصدور القُرّاء، حدّثتهم حديث الخبير الصادق عمّا نراه الآن.

ونعوذ بالله أن يأتي علينا يوم نرى فيه هيّناً سهلاً هذا الذي نراه الآن.

وأنا لا أقصد بلداً بذاته، بل أتكلّم عن جميع البلدان، ومنها ما مسّه طرف من لهب هذه النار أو أصابه لفحة من حرّها أو أذى من دخانها. وإن كانت المملكة هنا لا تزال -بحمد الله- خيراً من غيرها، ولا يزال لواء الدين فيها مرفوعاً وصوته مسموعاً، ولكن على كل صحيح الجسد أن يتخذ أسباب الوقاية من المرض وأن يسأل الله النجاة منه. والدين لا يمنع من الأخذ بأسباب القوّة ومجاراة الأمم في ميدانها، ولا يحول بيننا وبين النافع من نتاج

<<  <  ج: ص:  >  >>