كنت أتكلّم عن صلاة الاستسقاء وأصف ما كنا نشعر به من الدفقة الإيمانية التي ملأت نفوسنا.
لقد نظرت فرأيت كثيراً من الأولاد جاؤوا مع آبائهم، فناديتهم ودعوتهم إليّ، فلما اجتمعوا حولي قلت لهم: يا أولاد، هل تعرفون لماذا جئنا؟ جئنا لنطلب من الله المطر. إذا لم ينزل المطر ماتت زروعنا وهلكَت مواشينا، ولا ينزله إلاّ الله. ونحن يا أولاد، نحن الكبار مذنبون، نحن قد خالفنا أوامر الله، نحن قد فعلنا ما نهانا عنه الله، لذلك يؤدّبنا فلا يسمع دعاءنا. أما أنتم فلا ذنب لكم، أنتم ما كلّفكم الله لأنكم صغار. إن الله يحبّكم لأنكم تحبّونه. ألا تحبون الله يا أولاد؟ الله الذي خلقكم، الله الذي يبعث لكم الطعام والشراب، الله الذي يعطيكم الخيرات كلّها، ألا تحبون الله؟
فصاحوا جميعاً: بلى، نحب الله.
قلت: والله يحبكم. يحبكم أكثر ممّا يحبكم آباؤكم وأكثر ممّا تحبكم أمهاتكم. الله أرحم بعباده من الآباء والأمهات،