وأعلَمُ عِلمَ اليومِ والأمسِ قبلَه ... ولكنّني عن علمِ ما في غدٍ عَمِ
لأن دون الغد ستاراً كثيفاً فلا يستطيع أحدٌ أن يطّلع عليه. ولكن أمامنا أمارات ربما أرشدَت إلى بعض ما يكون فيه؛ فأنت حين ترى قافلة السيارات تحمل أهل القرية وأثقالهم، تعرف من اتجاهها أين هو مقصدها. والمدارس هي الإشارة التي تعرف منها إلى أين يكون اتجاه الأمّة وكيف تكون حالها في غدها.
والمدارس في المملكة عمرها نصف قرن أو ستّون سنة، أُسِّسَت على التقوى من أول يوم لأنها قامت بأيد مؤمنة في ظل حكومة مؤمنة، وكانت كالبناء في الأرض الخلاء، لا يحتاج بانيه إلاّ إلى شقّ الأخدود ووضع الأساس ورفع الأركان والجدران، كما يريد ويشتهي، وإن عرض له رأي جديد كان سهلاً عليه التعديل أو التبديل.