للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد، فهذا نصّ المقالة بعد أن مسّتها يد الزيات رحمه الله، فليّنت من قسوتها وفلَّتْ من حدّها. صارت الآن ملكاً للتاريخ بعد أن مضى على نشرها أربعون سنة، قرأها الناس في كل بلد كانت تصل إليه «الرسالة» وتُقرأ الآن في كلّ بلد فيه مجموعات «الرسالة». خرجت من نطاق الأدب الذي يقول فيه الناقد: ليت الكاتب قال كذا أو سكت عن كذا، ودخلت في التاريخ. والمؤرّخ لا يُقال له: أحسنت فيما قلت أو أسأت، ولكن يُقال: صدقت فيه أو كذبت.

والذي رأيناه بعدها يهوّن علينا ما شكوناه فيها. وإن مدّ الله في العمر أوردتُ ما بقي في ذهني من خبره، وإنه -مع الأسف- خبر يؤلم الصديق المؤمن ويسرّ العدو الفاسق، والشكوى لله من قبلُ ومن بعد.

أما الذي نالني بسببها من أذى الألسنة والأقلام ومن بطش الرؤساء والحُكّام، فأحتسب ثوابه عند الله، وأرجو أن يتقبّل الله دعوات أهل الخير التي دعوا لي بها لمّا قرؤوها.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>