للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٢٣٤ -

[في كلية التربية في مكة]

اشتغلت بالتعليم قبل أن أكمل التعلّم، فكنت طالباً في أواخر المدرسة الثانوية ومعلماً لصغار التلاميذ في أوائل الابتدائية، ولبثت أعلّم: علّمت صغاراً وكباراً، وبنين وبنات، ومشايخ وأفندية، في المدارس العادية والمدارس الشرعية، في الثانويات وفي الجامعات، قبل أن ألي القضاء ومع ولايتي القضاء، فما شكوت ولله الحمد يوماً من اضطراب الفصل ولا من شغب الطلاب.

كنت أُطِلّ على الطلاب بوجهي فأبدأ الكلام فلا أدع ثغرة ينفذون بكلامهم منها، وأمضي فيه حتى أخرج من الفصل وأنا أتكلم. وكنت أتتبع المناسبات، فلا أمسك النكتة إن حضرَت ولا يؤذيني ضحك الطلاب إن أضحكَتهم، ولا أدع مسألة ولو كانت خاصة بي ينفعهم أو يُمتعهم سماعها إلاّ ذكرتها، وإن مرّ اسم كتاب وصفت الكتاب، أو اسم عالِم عرّفت بالعالِم. أحافظ على أصل الموضوع ثم أعلّق عليه ما يحتمله من الحواشي والتعليقات والفوائد، لأني عرفت بالتجرِبة أن الموضوع الأصلي قد يُنسى ولكن تبقى هذه الفوائد والتعليقات والحواشي. وقد نسيت الآن بعد إكمال الدراسة بستين سنة، نسيت أكثر المنهج الذي كان

<<  <  ج: ص:  >  >>