للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس المقصود الدار بل الديّار:

وما حبُّ الدّيارِ شَغَفْنَ قلبي ... ولكنْ حبُّ مَنْ سكَنَ الدّيَارا

لكل واحد «توباذ» كما أن لكلٍّ «ليلى»: «ليلى مِنَ النّاسِ أو ليلى مِنَ الخَشَبِ»، جُنّ بها كما جُنّ قيس:

وكلُّ النّاسِ مجنونٌ ولكنْ ... على قَدْرِ الهوى اختلفَ الجُنونُ

* * *

قلت هذا لأنني أتكلم اليوم عن مكان في دمشق، ما فيها بعد المسجد وبعد منزل أبي وأمي بقعة أكثر منها اتصالاً بحياتي وأشدّ ارتباطاً بذكرياتي، هي المدرسة الأمينية.

إذا رجعتم إلى مجلّة «الزهراء» في مصر سنة ١٣٤٧هـ وجدتم كلمة لي فيها تعريف بتاريخ هذه المدرسة، وأنها تكاد تقارب في عمرها عمر الأزهر، وأنها أقدم (أو مِن أقدم) مدارس الشافعية في دمشق. ومَن جال في حارات دمشق القديمة أو قرأ ما كتب عن مدارسها (ككتاب «الدارس» (١)) أو مشى في طرق القاهرة يعجب من كثرة المدارس القديمة المَوقوفة، وزاد عجبه أن أكثرها أنشئ في عهد المماليك ... المماليك الذين صاروا ملوكاً.

هذه المدرسة في سوق الحرير. وكان لأهل كلّ صناعة في


(١) لعله «الدارس في أخبار المدارس» لابن حِجّي، وهو عن مدارس دمشق (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>