ثلاث أصابع وطولها شبر ونصف الشبر. وعندهم «البابّايا»، وهي كالبطيخ الأصفر المستطيل (وأنتم تعرفونها هنا في المملكة)، شجرها عال مثل النخل يرتفع عن الأرض نحواً من أربعة أمتار، موجود في كل مكان في الهند والملايا، وأنواع أخرى من الثمار لا أجد لها شبيهاً في ثمارنا. أما الموز فعندهم منه أكثر من ثلاثين نوعاً، منه ما يشوونه ويبيعونه مشوياً، ومن أنواعه ما يفضَّل أكله مطبوخاً، ومنها ما يُعقَد بالسكر كما يُعقد المشمش عندنا. ومن أحلى ثمارها الأناناس، وطعمه وهو طازج غير طعمه الذي تذوقته محفوظاً في العلب.
وأشهر الثمار في جاوة النارجيل (جوز الهند)، وأشجاره في كل مكان، لا يختلف شكلها عن أشجار النخل إلاّ بأنها أعلى وأن جذعها أنعم ملمساً. وهم لا يأكلونه في أندونيسيا والهند أكلاً، وإنما يقوّر البائع رأس النارجيلة ويدفعها إليك تشرب ماءها، وتكون وهي رطبة ممتلئة بالماء. أما الذي نأكله منها هنا فإنه لا يتجمد إلاّ بعد أمد طويل، فإن كانت غضّة طازجة كان هشاً كالقشطة، ومن أحبّ أكله أعطاه البائع ملعقة صغيرة فاستخرجه بها وأكله.
ولقد عشت هذا الشهر (كما عشت شهوراً قبل ذلك وبعده) لا آكل إلاّ الحليب وبعض الفواكه وقطعة من اللحم، لأن الطعام الإنكليزي لا أسيغه والطعام الوطني فيه هذه النار المحرقة، ولذلك كُتب عليّ أن أعيش بلا طعام.