للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مادّي يمسّ أطراف الحس ولا يهزّ قرارة النفس، أرْضيّ لا يسمو سموّ الشعر، ضعيف النسيج لا يثبت على مرّ الدهر، وفي بعضه ما لا يرضى عنه علماء العربية وأئمة البيان.

والثامن: شاعر من شعراء الشام لم يتجاوز اسمُه حدودَها ولا يُعرَف فيما وراءها، اسمه فايز سلامة، كان يُدعى (أو يدعو نفسه) «شاعر الصعاليك»، ينظم في أغراض نقدية اجتماعية محلّية.

* * *

وبعد، فسامحوني يا أيها القرّاء أن أغرقت صباحكم بالدموع واستهللت يومكم بالأحزان، فليس الضحكُ الأصلَ في الحياة ولكن البكاء. يُولَد الطفل باكياً ويودّعه الناس إذا مات باكين، لذلك كانت أخلد القصص الأدبية وأعظمها هي المآسي، وكانت النغمات الحزينة أعمق في النفس أثراً، وكانت المراثي الصادقة أشرف وأكرم من المدائح:

ضحِكنا وكانَ الضحكُ منّا سفاهةً ... وحُقَّ لسكّانِ البسيطةِ أن يبكوا

ولو أن المعرّي قال «جهالة» بدلاً من «سفاهة» لأصاب الحقّ، ففي الحديث: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً وبكيتم كثيراً».

اللهم لا تجعلنا من الضاحكين في الدنيا الخاسرين في الآخرة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>