للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منصب الوزارة، وأنور الشلاح.

لا، لا أستطيع أن أعدّ الآن أكثر مما عددت، وإن كانت أسماؤهم في ذاكرتي وذكرياتهم في نفسي، ولكن الذكريات تتبع قانون «تداعي الأفكار»، فالشيء تراه أو تسمعه يذكّرك بشبيهه أو بنقيضه أو بما يتصل به، وستأتي إن شاء الله خلال الحديث أسماء من لم أذكرهم الآن وأخبارهم، فلا يعتب عليّ من أغفلت اليوم اسمه أو يعتب ولده أو صديقه.

أما أساتذتنا فالحديث عنهم في الحلقة التالية إن شاء الله، وسترون أنهم اختاروا لهذه المدرسة الواحدة لكل مادة كبارَ أساتذتها في البلد، فلما كثرت المدارس اليوم وازدادت هبطت درجتها وصار يدرّس فيها أصحابُ شهادات، وقد كان المدرّسون على عهدنا أصحاب علم صرفوا في تحصيله أعمارهم وأحيوا فيه لياليهم وأتعبوا فيه أبصارهم، وصار كل منهم هو المرجع في المادة التي يدرّسها.

كانت المدارس كالبئر، ضيقة الفوّهة ولكنها عميقة القرار، فصارت كالبركة الضحلة، واسعة الرقعة لكنها قليلة العمق.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>