الأستاذين هشاماً ومحمداً صاحبَي الجريدة وصبرهما عليّ وعلى طول ذكرياتي.
فأنكرَت عليّ ما سمعت وقالت: ماذا يقول الناس عن شيخ يكتب في الحب؟ فتردّدت وأخّرت نشر ما اخترت. وهتف بي أستاذ كبير ما أُحِبّ أن أصرّح باسمه واستحلفني أن لا أفعل، وطلب إليّ أن أشرح قصّة الرحلة التي رحلناها من أجل فلسطين والتي أشرت إليها في الحلقة الماضية.
فكان هذا الأستاذ كجَهيزة التي زعموا أنها دخلت نادي قومها وهم يحاولون رأب الصدع بين فرعَين منهم قتل رجلٌ من الفرع الأول رجلاً من الفرع الثاني، يريدون أن يقبل أولياء القتيل الدية وهم يأبَون إلاّ القصاص، وكانت قد استحكمَت بينهم عقدة الخلاف واشتدّ النزاع فقالت لهم: إن ولد المقتول قد انتقم لأبيه من القاتل. فقالوا:«قطعَتْ جهيزةُ قولَ كل خطيب»، وسارت مثلاً باقياً إلى الآن.
قلت للأستاذ: شكراً لك، لقد أرحتني من هذا التردّد وأوضحت لي طريقي، ولكن الرحلة كانت سنة ١٩٥٤ وأنا لا أزال في ذكريات سنة ١٩٤٥. فقال: ومن طالبك بالسير في ذكرياتك مع السنين؟ إن القُرّاء يريدون الخبر سالماً كاملاً ولو خَفِيَ تاريخه، ولا يريدون أن تُقطَع أوصاله وتُفرّق أعضاؤه ليسلم له تاريخ وقوعه.
قلت: هل تعرف حكاية بنت السلطان التي كانت تحكيها لنا الجدّات ونحن في الفراش في ليالي الشتاء الطوال لننام عليها؟ سألخّصها للقُرّاء، ولكن لا ليناموا بل ليبقوا مستيقظين، فإني