ومضَت على ذلك أيام، ثم علمت أن السيارة وضعَتها الحكومة قيد أمري أنا، وأنه يُقدّم حساباً لنفقاتي كلها فيأخذها من المالية، أي أنه يأكل على حسابي، ثم يزعم أني أنا الذي أكلت ويأخذ من الحكومة الثمن! والعجيب أن أمثال هذا الموظف في كل مكان من مشرق الأرض إلى مغربها ومن شماليها إلى جنوبيها. وكانت هذه مزيّة واحدة من مزاياه التي لا تُعَدّ ولا تُحصى، واسم هذا الموظف الصادق الأمين ... الذي اختاروه ليكون إعلاناً عن بلده وناطقاً بلسانها، اسمه تاج الدين يوسف.
على أني أسارع فأشهد أنه لا يصلح مثالاً لإخواننا الأندونيسيين وأنهم أفضل وأجَلّ من أن يكون هذا مثالهم. ولقد رأينا -بعدُ- مَن محا بحسناته سيّئات هذا الرجل، وهو الأستاذ محمد صالح السعيدي، الذي صحبنا إلى شرقي جاوة مبعوثاً من وزارة الشؤون الدينية، فرأيت من استقامته وأمانته وعلمه ما كاد يُنسيني اعوجاج الأول وخيانته وجهله.