كبيرة (باص) وصعّدوني لأخطب. وكنّا إذا أردنا أن نخطب في المظاهرة صعدنا ظهور السيارات. فخطبت وتحمّست وقلت: إن هذا نعش الاستعمار ... وركلته برجلي ركلة قوية.
فلما كان بعد أيام جاءني إلى المدرسة رجل يمشي على عكّازين ومعه جماعة له يمسكون به فقال لي: لقد كسرتَ رجلي. فتعجبت وقلت: من أنت؟ وكيف كسرت رجلك وأنا لا أعرفك؟ فتبيّن أنهم استأجروه ليضعوه في النعش لتتمّ -كما زعموا- فصول الرواية ويكمل الإخراج، فلما ضربت برجلي جاءت الضربة على ساقَيه فكُسِرت إحداهما! فأعطيته ما قدرت عليه وأرضيته واعتذرت له.
وتصورت لو أنه قام من النعش وأنا أخطب متحمّساً أظنّ النعش فارغاً، فانتصب أمامي وقال لي: لماذا تضربني؟ تصوّروا أنتم المشهد يُغنِكم تصوّرُه عن شرحي.