للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه، ولكني غفرت لمن كتب هذا من فرحتي بحياته. غفرت له هذه المرّة فقط، وأرجو أن تتحقّق هذه الفرحة وأن أتلقّى نبأ حياته مدّ الله له فيها مع الصحّة والسعادة، وإن تكن الأخرى -لا سمح الله- فغفر الله له وجزاه عنّا خيراً (١).

* * *

أول ما يهمّ القادم إلى بلد أن يجد منزلاً ينزل فيه، فوجدنا فندقاً اسمه «فندق دجلة». وما كان في بغداد ما هو أفضل منه إلاّ فندقان أجنبيان، أحدهما اسمه فندق «دجلة» لكن بالإنكليزي «هوتيل تيغرس» (وهذا اسم دجلة في لسانهم) والثاني «هوتيل مود». وكان في بغداد جسران: الجسر العتيق وجسر مود، وهو جنرال إنكليزي كان له في بغداد تمثال.

ويقوم فندقنا الذي نزلنا فيه على طرف الجسر الشرقي، أي من جهة الرصافة، فكنت أراه من شرفة الفندق ضيّقاً ممتداً لا


(١) تعقيب من تحرير الجريدة: كان أستاذنا الشيخ علي الطنطاوي، صاحب هذه الذكريات، تحدّث عن الأستاذ بهجة الأثري حديث التقدير في حلقة سابقة، ثم عاد إلى الحديث عنه مرّة أخرى في الحلقة الماضية. وقد وردَنا بين الحلقتين رسالة من الأستاذ أكرم زعيتر يقول فيها إن العلاّمة بهجة الأثري "لا يزال حياً يخدم لغته وآدابها، وقد حضر أخيراً اجتماع المجامع اللغوية في القاهرة وألقى فيه إحدى روائعه الشعرية". ولما لم يكن الوقت الباقي على النشر يسمح بالاتصال بفضيلة الأستاذ الطنطاوي فقد غيّرنا العبارة إلى ما نعتقد أنه يوافق عليه.
قلت: قد وافقت وسُررت.

<<  <  ج: ص:  >  >>