اسمه خان الباشا، فيه -كما فهمت- كِبار تُجّار الجملة والصرّافون وأهل العملة وكثير منهم، كثير جداً من اليهود.
فضّل الله ناساً من أجدادهم على العالَمين في أيامهم، وأعطاهم النبوّة وأعطاهم المُلك وجعلهم أصحاب الدين، فبدّلوا الدين وقتلوا النبيّين، وافتروا على الله الكذب، وارتكبوا كل نقيصة يمكن أن يرتكبها إنسان. ومن نقائصهم أنهم ذهبوا إلى إسرائيل فكانوا قوّة لها علينا. مَن كان يفتح إذاعة إسرائيل ويستمع منها الموشّحات والأغاني، لا سيما القديمة منها كأدوار عبده الحامولي ومحمد عثمان وداود حسني (اليهودي)، علموا أن هذا كله من عمل اليهود الذين هاجروا من العراق. والذي يقوم على شُعبة الموسيقى في إذاعة إسرائيل واحد منهم، متمكِّن من فنّه راوية حافظ لقديم الألحان، إن لم أُسَمّهِ فإن اسمه يُذاع كلّ يوم.
والمقامات العراقية ينبوع غزير من ينابيع الموسيقى العربية اليوم، وهي تزيد على العشرين مقاماً، وقد أضاف إليها مقاماتٍ جديدة صديقُنا القبانجي الذي حاز قصب السبق في الموسيقى الشرقية في مؤتمرها الذي عُقد في مصر سنة ١٩٢٣ على ما أذكر. وللمقامات قواعد وأصول، تبدأ بمقدّمة قصيرة يتبيّن منها ملامح النغمة، ولا أعرف اسمها فما أنا من علماء الموسيقى، لكني أعرفها، وأعرف أن المقامات منها المقيَّدة التي يكون لها طريق مرسوم في التنقل بين النغمات لا يُعدَل عنه، ومطلَقة يتصرف فيها المغني. وهم لا يقولون:"غنّى المقامَ الفلاني" بل يقولون: "قرأ المقام".