للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد تبيّنت من تجرِبة إلزام الطلاّب الصغار بالعمامة والجبّة قبل الأوان أن ذلك بعيد عن الصواب، وأنّ الأولى أن نبدأ من الداخل، من القلب: فنملأه بالإيمان، ومن الرأس: فنملأه بالعلم. والدليل أن طلاّب الكلّية لم يبقَ فيهم ثابتاً على العمامة إلاّ حسن خالد وشفيق يَموت. أمّا حسن خالد فهو سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية اليوم (١)، وشفيق يموت رئيس المحكمة الشرعية العليا.

وكان الشيخ شفيق وهو طالب يُحسن تلاوة القرآن وله صوت يشبه صوت أشهر قارئ يومئذ في مصر، الشيخ محمد رفعت، فكان المفتي يحبّه لذلك ويقرّبه لهذا. أما الشيخ حسن فكان له من الدين وإخلاصه لله، ومن العلم والاستزادة أبداً منه ومن الثبات على الحقّ، ما يجعله أهلاً للمنصب الذي وصل إليه.

إني أذكر من الطلاّب الآن، أذكر منهم (مع حفظ الألقاب): حسن خالد، وشفيق يموت، وسهيل إدريس، ومُحيي الدين خالد، ورمضان لاوند، وبهيج عثمان، وحسن صعب. ومن الطلاّب السوريين في الكلّية: عبد اللطيف حمزة، وعدنان الدوجي الصواف، وطالب من حماة من أسرة كزكز، وطالب اسمه محمد ولي. وأفضل من تخرّج فيها الشيخ حسن خالد،


(١) أي يوم كتابة هذه الحلقة في أواسط سنة ١٩٨٤، ثم قُتِل غيلةً في بيروت بعد ذلك بخمس سنين، في السادس عشر من أيار (مايو) سنة ١٩٨٩. وقد أكثر جدي من الترحّم عليه بعد استشهاده، وكان يحبّه ويثق بدينه ويثني عليه، وحين ذكره في الحلقة السابعة والسبعين (في ذكريات رمضان في بيروت) وصفه بالعالم المجاهد، رحم الله الاثنين (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>