للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد العملية فعطش واحد منهم، فقام فشرب ونادى: من يريد أن يشرب؟ فشربوا جميعاً. فلما رأى الأطبّاء أن ذلك لم يضرّهم سمحوا بشرب الماء.

* * *

وكان في بهو المرضى (العنبر العامّ) مريض شيخ مسلم فقير، ولم يكن عالماً ولكنه كان ذكياً. فلما قَرُب خروجه وجاؤوه بقائمة الحساب وجد أن المرض الذي جاء فيها أشد من المرض الذي زال. وكان يستطيع أن يقوم ويقعد، وكان في المستشفى تمثال زعموا أنه صورة القديس الذي يحمي المستشفى، وكانوا يضعون حوله باقات الورد. فكان يقوم فيأتي بها ليلاً حيث لا يراه أحد فيضعها إلى جنب سريره، فإذا اجتمع الطبيب والراهبة والممرضة في الصباح قال لهم على مسمع من المرضى: إن القديس جاءني وبشّرني بالشفاء ووضع هذا الورد إلى جنب سريري. فأعجبهم ذلك منه أولاً لأنهم حسبوا فيه شهادة لهم وتأييداً لضلالهم، فلما كرّرها أحبوا التخلص منه وإخراجه، فطلع عليهم بحُجّة جديدة فقال إن القديس جاءه البارحة وقال له: أخبر أتباعي المخلصين أنني آمرهم بألا يأخذوا منك شيئاً. وكانوا يعرفون الحقيقة ولكنهم إن جهروا بها كذّبوا أنفسهم، فسكتوا عنه وأخرجوه من غير أن يرزؤوه شيئاً.

هذا طرف من خبري في المستشفى.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>