للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ محمد علي زينل مؤسّس مدارس الفلاح، فحدّثته حديثها. وطفقت أكتب الرسائل إلى الشيخ عبد الله بلخير حتّى نظمت مرّة أبياتاً حسبت أني فتحت بها القسطنطينية. ما كنت أدري أني أهدي التمر إلى هجر وأنني أقدّم سيارة إلى أصحاب مصنع سيارات مرسيدس، وأن عبد الله بلخير شاعر لا كاتب مثلي يحاول أن ينظم أبياتاً فلا يفلح فيها!

ولم أدع أحداً لم أخبره بخبر هذه العطيّة وشكري الملك عليها والوسيط بيني وبينه إليها! وطالت الأيام ومرّت ثقيلة حتّى مللت وأيقنت أن كلّ ما كان كلام في كلام.

وجئنا للحجّ أنا وسعيد رمضان وكامل الشريف، ولقيت الشيخ عبد الله بلخير، فمن غضبي منه ومن يأسي من نيل ما وُعدت به لم أقُل له شيئاً. فلما وقفنا للوداع قال: آسف آسف، لقد نسيت أن لك عندي أمانة، لم أعرف في أيّ بلد أنت لأرسلها إليك. وأخرج صكاً (شيكاً) بمبلغ ١٦٠٠ جنيه إسترليني.

قلت هذا الآن لأشكر لأخي الشيخ عبد الله بلخير الذي لم أرَه من تلك الأيام، ولأدعو بالرحمة والمغفرة للملك سعود، ومن قبله الملك عبد العزيز، ومن بعده الملك فيصل والملك خالد، وأدعو للملك فهد، فكلهم أحسن إليّ أحسن الله إليهم جميعاً وجزاهم عني خيراً، وأعزّ الله بالملك دينه ووفّقه إلى ما يُرضيه عنه، وإلى ما يؤيّد شرعه ويُعِزّ عباده المسلمين له المؤمنين به.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>