للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثلاً وفي لبنان كانت أحفل وأغنى بالثمرات الأدبية من الأدب في الحجاز، وقرأتم مع ذلك أني لم أعُدّ ما صدر عندنا في الشام من آثار دالاًّ على حياة أدبية صحيحة وعدّ الأستاذ الشبكشي (شفاه الله) ما صدر في الحجاز دليلاً قوياً على حياة أدبية صحيحة، مع أنه لا سبيل إلى المعادلة أو المماثلة بين الأدبَين في البلدَين.

ولست في هذه الحلقات ناقداً، بل ناقلاً ما كتب هؤلاء الأدباء من أهل كل بلد عن بلده.

* * *

وهذه المقالة السادسة عن الحياة الأدبية في فلسطين، يقول كاتبها الأستاذ محمد تقيّ الدين النبهاني:

مدارس الأدب في فلسطين مدرستان: مدرسة الشيوخ ومدرسة الشباب. وهذا التقسيم قد يكون طبيعياً، بل قد يكون عاماً لا يمتاز به قطر ولا يستأثر به بلد، غير أنه في فلسطين غيرُه في سواها، فأدب الشيوخ في أكثر الأقطار مطبوع بطابع المحافظة على القديم حتى لدى المجدّدين منهم، وأدب الشباب كَلِفٌ بالجديد حتى لدى المعتدلين من هؤلاء، أما فلسطين ...

إلى أن قال: ترى طائفة من الشيوخ أن الأدب في رفض هذا النحو المألوف لدى العرب وتذهب إلى أن كتب النحو وأسفار البلاغة (من أمثال كتب الجرجاني والقزويني حتى اليازجي، وأسفار ابن هشام وابن مالك حتى الشرتوني والجارم) يجب أن تُحرق وينبغي أن تُمحى وأن تكون لغةُ الصحف والكلامُ العادي

<<  <  ج: ص:  >  >>