للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا أوان الثأر فاثأروا لميسلون، اثأروا لضحايا الغوطة والجبل، اثأروا لدمشق التي ضربها هؤلاء المستعمرون بالمدافع مرتين في ربع قرن فدمّروا أجمل أحيائها وقتلوا زهرة أبنائها.

وبعد يا أيها السادة، فلقد افتتحت هذا الحديث بذكر الأمير عزّ الدين الجزائري، فدعوني أختمه بذكر جدّه الأمير عبد القادر الجزائري، هذا المجاهد البطل الذي بسط يديه على الجزائر خمس عشرة سنة يحكمها وحده، بيدٍ تحمل المصحف وتؤسّس على التقوى الحكومة الحُرّة العادلة، ويدٍ تحمل المسدس وتدفع عن البلاد القُوى المعتدية الظالمة. فلمّا نخر سوس الخيانة في أساس هذا الصرح واضطُرّ إلى الهدنة أرادوه على أن يسلّم مصحفه ومسدسه، وكان أبداً يصحب مصحفه لا يفارق جيبه أو خيمته، وكان أبداً يحمل مسدسه لا يُنزِله عن عاتقه، فأبى أن يسلّم سلاحه وقال: لن أدع المعلّمين في فرنسا يقولون لتلاميذهم وهم يزورون المتحف: انظروا، هذا هو مسدس عبد القادر.

وبذلت المتاحف الفرنسية النفائس لتحظى بهما فلم تصل إليهما، ولكني أنا وصلت إليهما. هذا هو مصحف الأمير عبدالقادر وهذا مسدس الأمير عبد القادر، هذا الذي كانت تنطلق الرصاصة منه فتنفتح من بعدها عشرات الآلاف من البنادق، في تلك المعارك الطاحنة التي لا يزال التاريخ مشدوهاً من خبرها، هذا الذي أبى الأمير أن يسلّمه لفرنسا يسلّمه حفيده الأمير سعيد لأسبوع الجزائر.

لمّا شرفني فخامة الرئيس فكلّفني الكلام في هذا الاحتفال

<<  <  ج: ص:  >  >>