للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكرمي، العالم الأديب وأولاده كلهم أدباء: أحمد شاكر صاحب «الميزان»، وحسن الكرمي الذي كان في إذاعة لندن، وعبد الغني وعبد الكريم (أبو سلمى)، وهما رفيقاي في مكتب عنبر. والشيخ عبد الله العلمي وأولاده كلهم أطباء وهم إخواننا.

وكان من معلّمينا الفلسطينيين في الابتدائية عبد الهادي الخليلي. وأنا أميّز الخليلي من النابلسي من الغزّي كما أميّز الحلبي من الحِمْصي من الحوراني من لهجة كلامه، وكما أميّز الإسكندراني من الصعيدي والموصلي من البغدادي.

وممّن عرفت الأستاذ عِزّة دروزة، العالم المؤلّف وأحد أركان القضية الفلسطينية، الذي توفّاه الله من أيام عن مئة عام. والنشاشيبي، ولي معه صحبة طويلة، عرفته في الشام عند كرد علي وفي مصر عند الزيات، ثم اتصل الودّ بيني وبينه إلى أن توفّي. كانت أول معرفتي به في فندق الشرق (أوريان بالاس) في دمشق، ذهبنا نسلّم عليه مع سعيد الأفغاني وحسني كنعان ورفاق لنا، فلما رأيناه كان قد نسي أن يعقد أزرار بنطاله (وإن كانت لا تكشف عن شيء ممّا وراءها)، وسمعنا لجهته العجيبة التي كان يتفرّد بها، فضحكنا أو كدنا. ثم ظهر لنا واسع اطّلاعه وكثرة مرويّاته.

ولمّا أصدر كتابه «الإسلام الصحيح» (وكأنه كان موجّهاً ضدّ آل الحسيني، لِما كان بين الأسرتين من النزاع) وجدت فيه ما لا يوافق الإسلام الصحيح، فنقدته نقداً قاسياً جداً على طريقتنا في تلك الأيام، اتّباعاً لمذهب شيخَي الأدب الرافعي والعقّاد. ثم ندمت على اتباع هذا الأسلوب، وندمت مرة أخرى لأنني نشرت

<<  <  ج: ص:  >  >>