الشيخ محمد الطيب (المدفون في المزّة في أجمل بقعة منها) إلى قونية لنسخ صورة عنها وطبعها.
هذا هو الذي صنعه. وللأمير عبد القادر الجزائري كتاب اسمه «المواقف» مملوء بمذهب وحدة الوجود، ألزمت وأنا صغير بالمشاركة بتصحيح تجارِب طبعه، فلما رأيت ما فيه استعذت بالله وتركتُه.
ولقد كتبت في «الرسالة» من أكثر من أربعين سنة أن كُفْر كفّار قريش ليس أكثر ممّا في هذه الكتب، فقام عليّ مشايخ من مشايخي وكانت بيني وبينهم مناظرات، ثم اقترحت اقتراحاً أعيد ذكره الآن:
إن ابن عربي واحد من الكتّاب الخمسة الذين هم أعظم كتّاب العربية: هو والجاحظ وأبو حيّان التوحيدي والغزالي وابن خلدون. وهو فيلسوف لا يبلغ سبينوزا إلا أن يكون تلميذاً له، وكتابه «الفتوحات» كتاب عظيم، ولكن يفسده ويذهب بخيره ويمحو جماله ما فيه من كلام لا يُشَكّ في أنه كفر، وأنه أخذ الأفلاطونية الجديدة لأفلوطين فجعلها من الدين.
والاقتراح هو أن نأخذ الفتوحات، فنمحو منها هذا كله (وهذا كله لا يبلغ عُشْرَ الكتاب) ثم نطبعه طبعة جديدة ونكتب على غلافها «مهذَّب الفتوحات» فنستفيد منه ونستمتع بالخير فيه ونسلم ممّا فيه من الشر. فما رأيكم دام فضلكم؟