للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدولة والمال والإذاعة والصحف معه، فما الذي هو معك؟

كُن مع الله ترَ الله معك، وكفى بالله لمن كان معه بقلبه معيناً ونصيراً. وسيُظهِر الله الحقّ ولو طال المدى، وإن لم يظهر في الدنيا فإن هذه الدنيا فصل من الرواية وليست الرواية كلها، إنه سيُرفع الستار عمّا بقي من فصولها.

كم رأيت في حياتي من حُكّام انتهى إليهم في حياتهم أمر كلّ شيء، ثم أمسوا ليس في أيديهم من الأمر شيء، بل لقد باتوا هم لا شيء:

ماتوا فما ماتتِ الدنيا لمَوْتِهمُ ... ولا تعطّلَتِ الأعيادُ والجُمَعُ

وسيموت كل طاغية جبّار ويمشي على طريق من سبقه. ما بقيَت الدنيا لأحد قبله حتى تبقى له. بل إن الأسماء التي كبرت حتى مشَت على كل لسان ودخلَت كلّ أذن وصار منها ما يُخوَّف به الأولاد كالبعبع والعفريت والغول، لقد نُسيت هذه الأسماء!

كنت مرة مع بعض العوام فجرى ذكر ستالين، فسألت أحدهم: ألا تعرف ستالين؟ فخجل من جهله ثم قال: أنا يا أستاذ أستعمل الأسبرين، لا أعرف الستالين!

كم عدد الذين يعرفون من القُرّاء تاريخَ القرامطة؟ القرامطة الذين احتلّوا مكّة، وأقَضّوا جانب الدولة العباسية، وعاثوا في الأرض فساداً، وكانوا شرّ قَبيل انتسب زوراً إلى بني آدم. الذين ذبحوا الحُجّاج ذبح النعاج وهم يطوفون حول البيت، واقتلعوا الحجر الأسود وأخذوه معهم إلى هَجَر. ولست أعرف ما هجر:

<<  <  ج: ص:  >  >>