للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعلت حديثي يوم الجمعة التي تلَت المقابلة عن الدستور، وقلت بأن الدول الإسلامية المتأخّرة كانت تدّعي أن دستورها القرآن، ولكن كان أكثر حكامها فاسدين فما نفَعهم الدستور لمّا لم يطبّقوه، لذلك أقول إن دستوراً سيّئاً مع الحاكم الصالح القوي الصادق خيرٌ من دستور صالح مع حاكم فاسد.

سمع الناس هذا الكلام وسمعه هو، فما لامني عليه ولا شكرني، ولكن لم يُذيعوا لي الأحاديث التسعة الباقيات!

* * *

فلما جاء إخواننا في المؤتمر يريدون لقاءه كان الوسيط هذه المرة بيني وبينه الأستاذ أحمد عسّة، مدير الإذاعة، وكان يوماً من الأيام تلميذي، فطلبت إليه أن يأخذ لنا موعداً ففعل.

وذهبنا إليه، نَوّاب صَفَوي الذي أتحدّث عنه، والشيخ محمد البشير الإبراهيمي الجزائري، والأستاذ الفضيل الوَرْتلاني الجزائري، والأستاذ مُحيي الدين القُلَيبي التونسي، ومعهم اثنان أو ثلاثة نسيت أسماءهم الآن، ولم يكن فيهم سوري غيري أنا.

فلما دخلنا عليه أحسن استقبالنا على عادته واستمع منّا. فقال الشيخ الإبراهيمي كلاماً جيّداً صريحاً صادقاً ولكنه مهذّب مؤدّب، وقال آخر كلاماً لا أذكره، ثم استلم الكلام نواب صفوي فقال بلهجة المهاجم المقاتل لا الناصح الصديق: يا شُشْكُلي (وكان يضم الشين الأولى ويُسكّن الثانية)، أنت تخالف الإسلام وأنت تحارب العاملين له وأنت تعمل كذا وكذا ...

<<  <  ج: ص:  >  >>