السور الخارجي، وهما باقيان إلى الآن. فالسوق إذن في موضعه الذي كان عليه قبل الإسلام.
وسوق القباقبية حيث تُصنَع القباقيب، وقد كان في موضعه «الدار الخضراء» دار معاوية وأكثر الخلفاء من بني أمية، جنوبي الجامع ووراء جدار القبلة، ولا يزال الباب الذي كان يدخل منه الخلفاء إلى المقصورة ظاهراً ولكنه مسدود. أما عمر بن عبدالعزيز فقد كانت داره في موضع المدرسة السميساطية شمالي الجامع، وهشام كانت داره في موضع مدفن نور الدين زنكي في سوق الخياطين.
* * *
كل ما في الدنيا يولد ويموت، يقوى ويضعف، يعزّ ويذلّ؛ فالدار الخضراء التي كانت يوماً عاصمة الدنيا وسرّة الأرض، ومنزل الخلفاء من بني أمية الذين كانوا يحكمون ما بين قلب فرنسا وقلب تركستان وأطراف باكستان، وكانت محط الآمال ومطمح أنظار الرجال، صارت سوقاً للقباقيب!
ولم يبقَ من اسم الخضراء إلا مصبغة صغيرة تحت الأرض، هي المصبغة الخضراء!