للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر القُرّاء يعرفون كيف قُسِّمت القارة الهندية بين المسلمين والهندوس: حيدر أباد التي كان يحكمها حاكم مسلم كان في أيامه أغنى رجل في الدنيا أُعطِيَت للهنادك، لأن العبرة -كما قالوا- ليست بدين الحاكم بل برغبة الشعب المحكوم. فلما جئنا إلى كشمير التي يسكنها شعب مسلم لا يريد إلا الإسلام، قالوا: لا، بل العبرة بدين الحاكم لا برأي الشعب! لأن كشمير كان حاكمها غير مسلم.

وقامت باكستان جسماً مقطَّع الأوصال، نصفٌ في الشرق ونصفٌ في الغرب، ودخلَت أيدي الأشرار بين القسمَين فلم تجمعهما ولكن ثبّتت تفريقهما.

ولو أن الدولة أُسِّست على التقوى من أول يوم، ولو أنها اتّبعَت شرع الله وطلبت النصر من الله، ولو لم يدركها الداء الذي أصابنا جميعاً، داء الثقة بغير الله واتباع أعداء الله واقتفاء خطواتهم والسير على أثرهم ... لو أن المسلمين جميعاً، لا باكستان وحدها، كانوا مع الله لكان الله معهم، ومن كان الله معه لم يضرّه عدو مهما كان كبيراً، لأن «الله أكبر».

ودعوني أقُل لكم كلمة أنا أعلم أنها ليست من صميم الذكريات، وأعلم أنها موعظة، والمواعظ شديدة على النفس تنفر منها وتأباها، ولكنني أردت أن أختم هذه الحلقة بها:

لقد عرفت كثيراً من الزعماء المسلمين الذين قاموا يحاربون الاستعمار والمستعمرين، ولكنهم يسلكون طريقهم ويفكّرون تفكيرهم ويعتادون عاداتهم، ولا يكاد جلّهم يتمسّك بما يدعو

<<  <  ج: ص:  >  >>