للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبقيَت في المملكة، أحياها مؤسّسها الملك عبد العزيز رحمه الله وتوارثها أبناؤه.

فلما انقضت أيام الزيارة وجاء يوم سفر الرئيس، وكان المشايخ والوجوه في وداعه كما كانوا في استقباله، ومدّ يده يصافح الصفوة المختارة منهم وكان الشيخ رفيق رحمه الله من بينهم، أمسك بيده وأطبق بكفيه عليها (وكان عرض كفّ الشيخ رفيق بعرض كفّيّ الاثنتين معاً) وقال له: ماذا صنعت بطلباتنا؟

لم يُجِب عبد الناصر، ولكن أجابت الأيام. أجابت أفعاله وأفعال عُمّاله ورجاله. وكنّا تحت المطر فوضعونا تحت الميزاب! وكنّا نشكو إذ نمشي في الشمس على الحصى الحارّ فسيّرونا على جمر النار ... ما زال شيء ممّا كنّا نشكوه بل زاد.

كنّا من قبلُ إن رأينا منكراً ذهبنا إلى الرئيس أو الوزير. كنّا ندخل على الرئيس هاشم بك أو على شكري بك أو على الشيخ تاج متى شئنا، لا يُغلَق في وجوهنا باب ولا يحجزنا بوّاب، فصار رئيسنا الآن في مصر ومَن عندنا تبع له، لا أمر لهم إلاّ من بعد أمره.

لذلك عزمنا على الذهاب إلى مصر.

وكنّا جماعة هم: الشيخ أبو الخير الميداني، شيخنا رئيس رابطة العلماء، ونائبه السيد المكي الكتاني، وصديقنا الدكتور محمد أمين المصري الأستاذ في الجامعة، رحم الله الثلاثة. واثنان من النوّاب في المجلس هما سعيد العبار (وهو صحافي إسلامي) وآخر من حمص أظنّ أن اسمه الطيب الخجا، وأنا. هؤلاء الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>